الاستاذ الدكتور فراس عبد الجبار الربيعي
في ظل التحركات الروسية
الجديدة التي تتمثل في مهاجمة اوكرانيا بات واضحا ان روسيا تسعى لأعادة نظام
القطبية الثنائية من ناحية ومن اخرى فأنها اعلنت بوضوح ان جمهوريات الاتحاد
السوفيتي السابق خط احمر لايسمح بأقتحامه مهما كلف الامر وفي المقابل فان الغريم
الامريكي لا يود الدخول في حرب جديدة مكلفة اقتصاديا اولا وثانيا انه يدرك مدى
خطورة الحرب مع الدب الروسي المتوازن معه من الناحية النووية لذا فقد فضلت
الولايات المتحدة الامريكية اتباع سياسة الحرب الهجينة والتي تعني اتباع وسائل غير
عسكرية بشكل غير مباشر من اجل الايقاع بالخصوم وهي لديها وسائل عديدة برعت في
استخدامها في مناسبات عديدة ونجحت فيها الى حد ومن أدوات الحرب الهجينة هي اثارة
الشارع في انتفاضات وثورات تربك اذا لم نقل تطيح بالأنظمة غير المرغوب بها وهي
تعتمد في ذلك على شبكة المعلومات الدولية الانترنيت خصوصا من خلال وسائل التواصل
الاجتماعي التي كان لها دور فعال في احداث الربيع العربي حيث تتلخص الفكرة بتجنيد
جيوش الكترونية تبث افكارا تعمل على اثارة الرأي العام وقد يكون هذا التحرك مدعوما
بضغط اقتصادي يساهم في خلق صعوبات معيشية للمواطن مثل فرض العقوبات الاقتصادية
وتجميد الارصدة وايقاف المساعدات وهذا الوضع في النهاية سيؤدي الى مايسمى بالثورات
الملونة وهي تعبير مجازي لانتفاضات وثورات حدثت في مناطق عديدة من العالم استخدم
فيها المتظاهرون الوانا تعبيرية كرمز للتظاهر ان سياسة الحرب الهجينة قد تبدوا
واضحة بالانسحاب الامريكي من افغانستان (جوهرة الولايات المتحدة الامريكية في القلب الأوراسي)
وتسليمه الى تنظيم طالبان والذي سيتولى حتما ادارة الصراع في افغانستان بالنيابة
محققا اهداف مهمة للولايات المتحدة الامريكية وهي:
1- ربط جبهة
الايغور الصينية بالتنظيمات المتطرفة في افغانستان وتشكيل عامل قلق للصين .
2- قطع طريق
الحرير الجديد الذي يمر بأفغانستان .
3- زرع التنظيمات
الارهابية في خاصرة ايران التي تختلف معهم عقائديا .
4- منع دخول
الاستثمارات الاجنبية وخصوصا الصينية منها الى افغانستان .
وخلاصة القول ان الصراع العسكري بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا امر
مستبعد وسيقبل الطرفان بالامر الواقع اي ترك الساحة لمن يستطيع تحقيق نفوذ اكبر كلا
حسب ستراتيجيته الخاصة .