التنمية المستدامة في عالم متغير
الاستاذ الدكتور فراس عبد الجبار الربيعي
ظهر
مصطلح التنمية المستدامة لاول مرة في مؤتمر استوكهولم عام 1972 ونال جانبا كبيرا
من الاهتمام ووردت لها عدة تعريفات منها :
أ-تعريف
الاتحاد العالمي للمحافظة على الموارد الذي خصص بأكمله للتنمية المستدامة الذي صدر
عام 1981 تحت عنوان الاستراتيجية الدولية للمحافظة على البيئة الذي عرفها بانها
(السعي الدائم لتطوير نوعية الحياة الإنسانية مع الاخذ بنظر الاعتبار قدرات
وإمكانات النظام البيئي الذي يحتضن الحياة).
2- تعريف لجنة بروتلاند في تقرير مستقبلنا المشترك
عام 1987 الذي عرفها بانها (تلبية احتياجيات الحاضر دون ان تؤدي الى تدمير
قدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها الخاصة) وقد توصل التقرير المذكور الى
ان اتجاهات التنمية التقليدية تؤدي الى زيادة الفقر بين الناس وتدهور البيئة وانها
اي التنمية التقليدية لن تكون مجدية في القرن القادم ( القرن الواحد والعشرين)
بسبب تزايد اعداد السكان ويرى التقرير ان التنمية المستدامة يجب ان تكون هدفا
لشعوب العالم اجمع .
وتاكيدا
للشعور بالحاجة الى التنمية المستدامة وضرورتها فقد عاد مؤتمر القمة العالمي
للتنمية المستدامة في جوهانسبرج في جنوب افريقيا عام 2002ليؤكد على ضرورة الالتزام
الدولي بتحقيق التنمية المستدامة .
ووفقا
لهذه التعريفات فان التنمية المستدامة تدمج لأول مرة بين الاحتياجات الاقتصادية
والاجتماعية والبيئية في تعريف واحد كما في الشكل :
وهي بذلك اي التنمية المستدامة لاتدعوا الي ايقاف التنمية بل تدعوا الى اتباع اسلوب جديد في التنمية يحافظ على البيئة مما يعني انها تحتاج الى جهود دولية متناسقة تحت هدف واحد هو تحقيق التنمية المستدامة وهو توجه يحتاج الى متطلبات عديدة منها:
1--توجهات جديدة في العلاقات الدولية تشمل تدفق
راس المال والتجارة.
2- نظام
سياسي يؤمن المشاركة الفعالة للمواطنين في صنع القرار
3-نظام
اقتصادي قادر على احداث فوائض ومعرفة فنية قائمة على اسس الاعتماد الذاتي
والاستدامة.
4-نظام
اجتماعي يقدم الحلول للتوترات الناجمة عن التنمية غير المتناغمة.
5- نظام
انتاجي يحترم واجب الحفاظ على القاعدة البيئية للتنمية.
6-نظام
تكنلوجيا يبحث باستمرار عن حلول جديدة.
7-نظام اداريا مرنا يملك القدرة على التصحيح الذاتي
ان التنمية المستدامة تمثا استجابة حقيقية لتغييرات
العالم يتزايد فيه عدد السكان يوميا فسكان العالم الذي كان 2,6
مليار نسمة عام 1950 اصبح 7 مليار نسمة عام حسب احصائيات عام 2019 بمعدل زياده
2,5% وهذا يعني بالتاكيد تزايد المتطلبات البشرية مثل الطلب على الغذاء
والماء واستهلاك الاوكسجين وطرح الكاربون والتوسع العمراني والصناعي والتجاري
وعليه فمن الطبيعي ان لايبقى نمط الحياة على نفس الوتيرة وهذا ماتؤكد عليه التنمية
المستدامة في جوهرها ، ان التنمية المستدامة باختصار
تعني البحث عن أساليب جديدة للتكيف وتغيير انماط الاستهلاك التقليدية
فاستهلاك الماء على سبيل المثال لايمكن ان يبقى على نفس الوتيرة فلايمكن ان تكون
الموارد المتاحة لـ 2.5 مليار نسمة هي نفسها المتاحة لـ 7 مليار نسمة ونفس الحال
ينطبق على الاراضي الزراعية ونمط السكن لايمكن ان يبقى نفسه وعليه فان التنمية
المستدامة ليست مصطلح للترف او الاستهلاك العلمي والاعلامي بل انها الحاجة الى
تغيير أنماط الحياة في عالم متغير وضرورة تفرضها التغييرات اليومية انها باختصار
مواكبة العالم المتغير .
للمزيد من المعلومات اللجنة العالمية للبيئة والتنمية مستقبلنا المشترك ،ترجمة محمد كامل عارف مراجعة علي حسين حجاج سلسلة عالم المعرفة ص142تشرين الاول 1989.
