الحزب party))مجموعة اشخاص يؤمنون بمجموعة مبادئ وقيم ومعتقدات مشتركة يعملون لتحقيقها عن طريق اعتلاءهم هرم السلطة السياسية والمناصب العليا بالطرق الدستورية(الانتخابات ) او من خلال ممارسة نشاطات خارج السياقات الدستورية (الانقلابات )وهولاء الأشخاص يطلق عليهم (الأعضاء ) يعملون وفق هيكل تنظيمي يطلق عليه النظام الداخلي.
وقد ظهرت أولى اشكال التنظيمات الحزبية القديمة في الدولة
اليونانية القديمة حينما شكل الأغنياء انذاك تنظيما اطلق عليه الاوليغارشية لغرض
تنظيم مصالحهم فقابله على الطرف الاخر تيار اطلق عليه الحزب الديمقراطي الشعبي
الذي مثل بدوره مصالح عامة الشعب وفي الوقت عينه نشطت التجمعات الحزبية في
الإمبراطورية الرومانية من اجل المكاسب السياسية الانتخابية وقد ورد ذكر مصطلح
الأحزاب في القران الكريم بوصف المشركين الذين قاتلوا النبي محمد (ص) واصحابه في
معركة الخندق بالاحزاب اما في التاريخ المعاصر فيرجح الباحثون ان تاريخ نشاة الأحزاب
السياسية يعود الى عام 1850 م في الولايات المتحدة الامريكية .
وبعد الظهور اللافت لقضية
التلوث البيئي في سبعينات القرن العشرين نشط انصار حماية البيئة الذين لاقوا معارضة عنيفة من جانب الاقتصاديين
والصناعيين الذين يهمهم رفع وتيرة النمو الاقتصادي وكان الروؤساء الامريكان مابين
مؤيد ومعارض لهذه القضية فقد تجاهل الرئيس نيكسون التقارير البيئية فيما اولاها
جيمي كارتر اهمية بالغة، اما في اوربا فقد ايدت احزاب اليسار الحركات البيئية وتحالفت
معها عكس احزاب اليمين فيما كانت وجهة نظرالفرنسي جاك ايف كوستوا· في ان تخرج احزاب البيئة
بعيدا عن التحالفات السياسية وتشكل لوبي بيئي مستقل [1]
وقد نجح انصار البيئة في
المانيا في تنظيم انفسهم في تجمعات ونشاطات تمكنت من تحقيق التمثيل الرسمي الأول
في المجالس المحلية الألمانية عام 1979 مما شجعهم على اعلان تأسيس حزب الخضر
الألماني عام 1980 والذي مالبث بدوره في الحصول على مقاعد في البوندستاغ الألماني
عام 1983 فاختار نواب الحزب ملابس تميزهم عن غيرهم من نواب الأحزاب الأخرى تتمثل
بارتدائهم بنطلونات الجينز والستر القصيرة ويزينون مقاعدهم بالزهور والخضرة ، وبدأ
ممثلي الحزب بطرح وجهات نظر الحزب في الأمور السياسية من زاوية بيئية مثل معارضتهم
الشديدة لنشر صواريخ الناتو في المانيا الغربية في الثمانينات و معارضة واسعة
للبرامج النووية فضلا عن المطالبة تفعيل اجرءات اشد صرامة لحماية البيئة و كان لهم
موقف معارض للوحدة الألمانية عام 1990بداعي ان بيئة المانيا الشرقية تحتاج الى
نفقات باهظة لاصلاح بيئتها وهذا ماثبت فعلا اذ انفقت الحكومة الألمانية في عهد
المستشار هلموت كول عام 1990 مبلغا يتراوح مابين 200 الى 400 مليار مارك الماني
لاصلاح البيئة في المانيا الشرقية.
واستمر الحزب في نشاطه على الرغم من تعرضه لنكسة كبيرة في انتخابات
عام 1990 تمثلت بحصول مرشحيه على مقاعد لاتتجاوز أصابع اليد الواحدة فتمكن من رص
صفوفه مرة أخرى فحل في المرتبة الثانية في الانتخابات الأوروبية وراء معسكر أنغيلا
ميركل .
ولم تقتصر التجربة على المانيا اذ نشط حزب الخضر الفرنسي فحل ثالثا
في الانتخابات الاوربية بنسبة 12% من الأصوات وانتقلت تجربة أحزاب البيئة الى
الوطن العربي اذ تاسس حزب البيئة والتنمية في المغرب في عام 2002 وشارك في
الانتخابات الانتخابات البرلمانية 2002 و 2007 و 2011 وهذه التجربة الفتية للأحزاب
السياسية في مجال البيئة تمثل خطوة جيدة في نقل قضايا البيئة الى الواجهة وبالتالي
اعطاءها المزيد من الاهتمام .
· ناشط في
مجال البيئة كان يجوب البحار من اجل توضيح المخاطر التي تحيط بالبيئة وحظي باحترام
كبير في فرنسا والعالم توفي عام 1997،معين
حداد ،التغير المناخي الاحترار العالمي ودوره في النزاع الدولي شركة المطبوعات
للتوزيع والنشر بيروت لبنان الطبعة الاولى 2012 ،ص40-41.