تحليل جغرافي لتجارة الدواء في محافظة بغداد

مناقشة الطالبة (رقية اياد عباس ) في قسم الجغرافية /كلية التربية ابن رشد للعلوم الانسانية /جامعة بغداد وتالفت لجنة المناقشة من :

1- ا.د اعياد عبد الرضا عبدال   رئيسا 

2- ا.د فراس عبد الجبار عبد الله  عضوا 

3-ا.م.د سيناء عدنان عبد الله عضوا

4- ا.م.د اريج بهجت احمد عضوا

        تقوم هذه الدراسة بتسليط الضوء على تجارة الدواء كدراسة جغرافية، إذ تُعدُّ تجارة الدواء من أخطر أنواع التجارة لما تنطوي عليه من مخاطر فيما يتعلق بحساسية المادة المتعامل معها وخطورتها بالنسبة لحياة الإنسان , وإن الدواء وجد كعلاج للأمراض والوقاية منها، إذ إنَّ من مسببات الأمراض هي عناصر جغرافية عديدة منها بشرية ومنها طبيعية تؤدي إلى انتشار مرض معين في منطقة جغرافية معينة وفي مواسم مختلفة, مما يؤدي إلى زيادة استهلاك الدواء في تلك المنطقة أكثر من غيرها , كما أن هنالك دول معينة تكون مهيمنة على تجارة الدواء في العالم، إذ لا تستطيع دول العالم الأخرى منافستها، بل إن غالبية دول العالم تقع تحت تبعية دول كبيرة وشركات ضخمة متعددة الجنسيات لسد حاجة سكانها من الدواء الذي يُعدُّ عنصراً من عناصر النهضة للدولة، إذ إنَّ تجارة الدواء تُعدُّ مدخلاً لزيادة الدخل القومي والارتقاء بمستوى صحة الأفراد .

      كما تطرقت الدراسة إلى مستوى إنتاجية الدواء في العراق عامة وفي محافظة بغداد خاصة وإلى تاريخ تجارة الدواء في العالم عامة وفي العراق ومحافظة بغداد بصورة خاصة, ويظهر في هذه الدراسة مستوى نشاط تجارة الدواء في العراق وفي محافظة بغداد من حيث قيمة وكمية التصدير والاستيراد وتوزيع منافذ البيع في المحافظة والدول المهيمنة على الدواء في العراق ونقاط القوة والضعف التي تواجه تجارة الدواء في محافظة بغداد وسُبل حلّها .

     وقد قامت الدراسة بالاعتماد على الدراسة الميدانية بشكل كبير وعلى المقابلات الشخصية وعلى استمارة الاستبيان إلى أصحاب الصيدليات، وأخرى إلى الأشخاص المستفيدين من الدواء في الصيدلية، وحيث لا توجد دراسة سابقة تناولت هذا الموضوع، فتُعدُّ هذه الدراسة الأولى من نوعها .

     توصلت الدراسة إلى أن مستوى تجارة الدواء في محافظة بغداد متدني وإن إنتاج الدواء في العراق بصورة عامة لا يغطي الحاجة المحلية  وإن العراق بمحافظاته كافة يقع تحت التبعية الدوائية وإنه يعتمد على استيراد الدواء من الخارج عن طريق المكاتب العلمية أو عن طريق وزارة الصحة وإن نسبة ما يستورد للقطاع الخاص أكثر مما يستورد للقطاع العام، وإن نسبة ما يستورد للقطاع العام  يتم التعامل مع جزء كبير منه خارج سيطرة المؤسسات الصحية الرسمية, مما يعني أن العراق يعاني من انعدام الأمن الدوائي وانعدام التسعيرة الدوائية على الرغم من وجود قانون ينص على تطبيقها لكن هنالك تلكأً في تنفيذه وانخفاض مستوى الدخل للأفراد جميعها عوامل تؤدي إلى تدهور صحة الفرد في العراق وزيادة حالات الوفيات, وفضلاً عن ذلك أن العراق يُعدُّ سوقاً للدواء المغشوش ناتج عن ضعف سلطة المؤسسات الرقابية وتواطئها، وإن العراق يعاني من ضعف في ثقافة التيقظ الدوائي وعدم وجود برامج توعية للمواطنين بأهمية هذا البرنامج على صحة الإنسان .

     وكان لتحليل العوامل الجغرافية دور مهم في تجارة الدواء وزيادة الطلب عليه من خلال أثر العوامل الطبيعية في الإصابة بالأمراض، ومن ثمَّ زيادة الطلب على الدواء، فضلاً عن أثــــــر العــــوامل البشرية كالكثافة السكانية ومستوى الدخل والمسافة والبنى التحتية .

 

 

اطبع هذه الصفحة