رسالة ماجستير تم مناقشتها في كلية التربية للعلوم الانسانية / قسم الجغرافية ١٧ / ٩/ ٢٠٢٣
اشراف الاستاذ الدكتور فراس عبد الجبار الربيعي
المستخلص
يعد مصطلح عالم الشمال
والجنوب من التسميات الحديثة التي ظهرتَ في القرن العشرين للميلاد وهو مصطلحٌ
سياسي واقتصادي والهدف منه الإشارة إلى مجموعة الدول التي تتميز بتطورها في العديد
من المجالات الاقتصادية والصناعية والتجارية ومجموعة الدول التي تتميز بتخلفها في معظم
المجالات اذ يُعرّف عالم الشمال بانه مجموع الدول الصناعية المتطورة والتي ارتبط
موقعها بالقسم الشمالي للكرة الارضية وتسمى دول العالم المتقدم وتشمل كل من دول
قارة امريكا الشمالية ومنها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك وكذلك دول قارة
اوروبا الغربية ومنها السويد والمانيا والدنمارك والنرويج وفنلندا وغيرها من الدول
وتضم كل من روسيا واستراليا وبعض دول قارة اسيا كاليابان فضلا عن نيوزيلندا
واستراليا وقد انظمت دول الشمال ضمن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي أنشئت
سنة ١٩٦١ وهي امتداد لمنظمة التعاون الاقتصادي الأوروبي التي أنشئت سنة ١٩٤٨ وهدف
هذه المنظمة تنسيق أنشطة وسياسات دول الشمال تجاه دول الجنوب كما تسيطر دول الشمال
على مجموعة من المنظمات الدولية العالمية التي تدعم سياساتها منها صندوق النقد
الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية .اما عالم الجنوب فيعرف بانه مجموعة
الدول المتخلفة صناعيا واقتصاديا لعدم قدرتها على التطور أو النمو الاقتصادي
السريع ويرتبط موقعها بالقسم الجنوبي للكرة الارضية وتسمى دول العالم الثالث او
الدول الهشة والدول المتخلّفة والدول النامية والبلدان الهامشيّة ودول الأطراف
والدول الأقل تقدّماً وتضم دول قارة افريقيا وجزء من دول قارة اسيا ودول قارة
امريكا الجنوبية كالأرجنتين والبرازيل وبارغواي .
اصبح هناك حد وهمي سياسي
يفصل بين الدول المتقدمة (دول الشمال) والدول الفقيرة (دول الجنوب) لكنه في
الحقيقة يمثل اللامساواة واللاعدالة في التنمية ، وقد ظهر هذا الخط في السبعينات من القرن الماضي .
ولو دققنا النظر لهذا الخط
لوجدنا إن في الشمال جزءا من الجنوب وفي الجنوب جزءا من الشمال فالنخبة من الدول سواء
أكانت من الشمال أم من الجنوب هي اليوم نخبة عالمية تربط بينها علاقات وثيقة وقد استفادت
من توليد الثروات الضخمة على مدى العقد الماضي وقد تباينت مواقع الدول حسب قدرتها على التنمية الاقتصادية
وتفعيل قطاعاتها المنتجة لما اثر على استقلالها في صنع واتخاذ القرارات والسيادة
الدولية .
وقد جاءت هذه الدراسة
المعنونة (دول الشمال والجنوب دراسة في جغرافية السياسة) التي تضمنت اربع فصول
يتناول الفصل الاول الاطار النظري فيما يتضمن الفصل الثاني الذي بعنوان التأصيل
المفاهيمي لعالم الشمال والجنوب يتضمن ثلاث مباحث الاول بعنوان تطور مفهوم الشمال
والجنوب حيث وضحت الباحثة التطورات التاريخية لمفهوم الشمال والجنوب والثاني خصائص
دول الشمال والجنوب حيث تضمن ابرز خصائصهما والمبحث الثالث الذي بعنوان البعد
الفلسفي لمفهوم الشمال والجنوب في الجغرافية السياسية اما الفصل الثالث فتناول
ابرز المؤشرات الرقمية لعالم الشمال والجنوب وهي المؤشر الاقتصادي، المؤشر
الاجتماعي، والمؤشر التقني والعلمي اما الفصل الرابع فقد تضمن ابرز القضايا التي
تخص دول الشمال والجنوب وانعكاساتها الجيوسياسية وهي قضية هجرة العقول المفكرة
وقضية التغيير المناخي . وقد توصلت الباحثة الى جملة من نتائج ابرزها ان العامل الاقتصادي هو العامل الاساس في تقسيم الدول
الى دول شمالية وجنوبية اما بقية المعايير فهي تحصيل حاصل لواقع الدولة الاقتصادي