مستخلص اطروحة دكتوراة مقدمة الى كلية التربية للبنات جامعة الكوفة /قسم الجغرافية للطالبة عاتكة فائق رضا تم مناقشتها يوم الاثنين الموافق 2023/30/10وتالفت لجنة المناقشة من الاستاذة:
ا.د سعدون شلال ظاهر رئيسا
ا.د فراس عبد الجبار عبد الله عضوا
ا.د ظلال جواد كاظم عضوا
ا.م.د عمر كامل حسن عضوا
ا.م.د تغريد معين حسن عضوا
ا.د وفاء كاظم عباس عضوا ومشرفا
المستخلص
ظهر وباء كوفيد 19 في سبتمبر2019 في مدينة ووهان الصينية،
وكان ظهورها في جميع الدول تقريبا الا انه
بدرجات متفاوتة فكان نصيب الدول المتطورة من الوباء هو الأكبر وتسبب الانتشار السريع فخلق تحديات عديدة
سياسية وامنية واقتصادية وبيئية ، , واثرت الازمة على العديد من الاهداف السياسية عالمياً
والتي تغيرت بفعل الجائحة ، ومن اهمها الانتخابات الامريكية واجراءها في اجواء الاغلاق
والتباعد وخسارة ترامب امام جو بايدن ، بسبب تعامله مع الوباء فكان السبب الاكبر وراء
الخسارة في الانتخابات ، وادى ذلك لابتعاد الناخبين لقلب الموازين لصالح جو بايدن،
ويشير انتشار الوباء الى خلل في المنظومة السياسية العالمية التي يحركها الواقع السياسي،
مما اوجد تنافس امريكي اوربي صيني في انتاج اللقاحات والمواد الطبية والوقائية.
وكان دور منظمة الصحة العالمية العمل على تعزيز الأمن الصحي
العالمي وتتبع الاوضاع الصحية ، وقامت بتوفير البيانات والإجراءات من أجل التدخل لمكافحة
الوباء ، وأكدت على الالتزام بالأهداف والتشريعات التي ينص عليها الدستور ، والتخطيط
لمواجهة الجائحة من خلال تعاونها مع الأمم المتحدة والشركاء من الدول .
رغم ان تاريخ الاوبئة
التي انتشرت في العقود القديمة في العالم ، الا ان لجائحة كورونا اثارها المقلقة للعالم
، فكانت متحوراتها تظهر في مواقع جغرافية مختلفة في اسيا واوروبا وافريقيا ، وكل
منها يشكل موجه وبائية لها مخاطر اشد من سابقتها ، لذا فرضت تلك الأزمات خسائر فادحة
للاقتصاد العالمي ولقطاعاته الاقتصادية المختلفة لاسيما قطاعات الطاقة وخاصة النفط
و السياحة والنقل والخدمات وغيرها، فقد أدّى
التباطؤ الاقتصادي العالمي الذي سبّبته الجائحة إلى انخفاض أسعار خام برنت من 61 دولار
للبرميل في نهاية العام 2019 الى 20 دولار في مايو 2020 ، وقد ترك ذلك ضغطا كبيرا على
المواقف المالية والسياسية بين الدول وتغيرت العلاقات الدولية فضلا عن فشل الانظمة
الصحية لعدد كبير من الدول ومنها الدول العظمى كالولايات المتحدة الامريكية والاتحاد
الأوروبي، وظهرت النسب المرتفعة للوفيات في الدول الصناعية والكبرى كايطاليا واسبانيا
وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية اكثر مما ظهر في دول افريقيا و اسيا.
أدى الوباء الى اتهامات بين الدول بانها حرب بيولوجية وكانت
تلك الاتهامات قد بلغت شدتها بين الصين والولايات المتحدة الامريكية، كما أن ضعف الانظمة
الصحية في بداية الازمة خلق نوع من الذعر في الدول الاوروبية وبرزت مشكلة الامن الغذائي
، مما أدى شحة في المواد الغذائية فضلا عن المواد الصحية والمعقمات والمناديل الورقية،
الا ان الوباء الذي تسببت بخسارة كبيرة لكل دول العالم ساهم في انعاش عدد من القطاعات
الاستراتيجية منها التجارة الالكترونية والصناعات الطبية وغيرها من القطاعات التي ازدهرت
وتوسعت اعمالها ، ومثلما خلقت كورونا البطالة في اعداد العمال وفي جميع دول العالم
بالوقت الذي ارتفع عدد العاملين في المنازل سيما في القطاعات التجارية والتسوق عن بعد
، فقد ظهر دور الدولة وفرض هيبتها وتراجعت العولمة التي جعلت العالم قرية صغيرة فقد
اصبحت الدول تحمي حدودها الجغرافية وتفرض عقوبات في حالة خرق تلك القوانين وجعلت من
السلطة العسكرية دور استراتيجي في حماية مواطنيها.
وتسابقت الدول وتنافست على انتاج اللقاحات المضادة لوباء
كوفيد19، وكان ابرز اللقاحات هي الأمريكي والبريطاني والأكثر استخداما عن غيرها من
اللقاحات، اذ أعلنت هيئة البحث والتطوير في الولايات المتحدة الامريكية
عن استثمار (1) مليار دولار لدعم وتطوير اللقاح الأمريكي، اذ انفقت الولايات
المتحدة الامريكية المبالغ الطائلة لتظهر بالصورة الحسنة للعالم ولشعبها ، وتهيمن
على (85 %) من صناعة الدواء والانفاق على البحث والتطوير ،
وتستحوذ على اكبر الشركات المختصة بصناعة الادوية في العالم لعام
2021 ، كما اتضح دور الاعلام بانواعه في
نشر المعلومات وطرق الوقاية من الوباء ، وبرزت وسائل التواصل الاجتماعي بعد انتشار
الجائحة اذ ادت دوراً إنقاذيا للكثير من الأشخاص الذين عانوا خلال الحجر بسبب العزلة.