أخبار الإنترنت
recent

اراء في العولمة






العولمة من وجهة نظر الكساندر دوغين

يرى الكسندر دوغين في الفصل التاسع من كتاب الجغرافية السياسية لما بعد الحداثة والذي ترجمه ابراهيم استنبولي وصدر عن المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات ان العولمة يمكن تعريفها بشكلين مختلفين هما:

اولا العولمة الحقيقية

وهي النوع الذي يسعى الى فرض الاسلوب الغربي ثقافيا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ومعلوماتيا على جميع دول العالم  وهو بقيادة الشمال الغني المتمثل ببلدان الناتو والمليار الذهبي وهو من وجهة نظر دوغين استعمار جديد يتحكم بموجبه الاثرياء بالاغنياء او الشمال الغني بالجنوب الفقير .

ويرى دوغين ان هذا النوع يضع الدول النامية امام خيارين اما الاندماج او مواجهة مصيرها كدول مارقة وفي الحالين ستكون النتيجة فقدان سيادتها.

ويتبنى هذا النوع من العولمة النمط الليبرالي· اقتصاديا وسياسة نقدية راديكالية ·واعتماد المذهب المالي تطوير سوق الاوراق النقدية وشركات راس المال الاستثماري وشيوع مفاهيم حقوق الانسان والمجتمع المفتوح والمجتمع المدني

ويهدف في النهاية الى الى الغاء مؤسسات الدولة وادارات  السلطة في مختلف البلدان.وهو مايقود الى الانتقال من نظام الدولة المستقلة الى دولة واحدة بحكومة عالمية تكون مرجعيتها الغرب الحديث(الراسمالي)وسيتم بالتدريج الغاء الامم المتحدة وحلف الناتو وانشاء هياكل ومؤسسات جديدة تسيطر من خلالها النخب على القرار الاقتصادي والسياسي والعسكري وصولا الى نظام الولايات المتحدة العالمية على غرار النظام الامريكي

ثانيا- العولمة المرتقبة

وهي عولمة النخب المثقفة واليسارية والبيئية والعلمية وهي عولمة نظرية تعتمد على  تطوير للحوار بين الثقافات والحضارات بعد انتهاء الصدام في عالم ثنائي القطب وهي بهذا المعنى تبادل الخبرة وحوار بين الاطراف الفاعلة وليس فرض نظام اقتصادي وسياسي وثقافي .

ومايميز هذا النوع انه ذات طابع سلمي ومن الممكن ان ينشا فيها تقارب اقتصادي وسياسي واجتماعي بين البلدان ذات البعد الحضاري الواحد مثل الاتحاد الاوربي ويرى دوغين ان هذا النوع من العولمة ذو نزعة انسانية[1] .

ابعاد العولمة

اشار الدكتور محمد احمد السامرائي الى ثمانية ابعاد للعولمة تشكل بالنتيجة مجموعة مترابطة من اجل بسط العولمة وهي :

 

1-  العولمة المالية  وتعني فرض نظام موحد للتعاملات النقدية في الاسواق العالمية تحت مركزية شديدة

2-  العولمة الاقتصادية اي فسح المجال للشركات الكبرى للعمل دون التقيد بالحدود

3-  العولمة التكنلوجية اي ربط العالم بشبكات الانترنيت والاقمار الصناعية والاتصالات مما يؤدي الى نشوء اقتصاد المعلومات

4-  العولمة الثقافية وهي نتيجة للنقطة السابقة وتعني الغزو الثقافي عبر الوسائل المشار اليها في نقطة 3 .

5-  العولمة السوسيولوجية وهي نتاج العولمة الثقافية والتي تطمح الى دمج الثقافات بالثقافة الغربية وظهورها كمجتمع واحد يتجاوز حدود المجتمعات القومية.

 

6-  العولمة السياسية وتمثل انتشار الاجندة (الليبرالية الجديدة )المؤيدة لخفض انفاق الدولة والتمرير التشريعي والخصخصة والاقتصادات المفتوحة بوجه عام .

7-  العولمة البيئة وهي الخشية من تتجاوز الاتجاهات الاجتماعية الراهنة قدرة كوكب الارض على البقاء ككوكب حي وهي تطمح الى ان تصبح عولمة سياسية خضراء .

8-  العولمة الجغرافية وتتعلق باعادة تنظيم الحيز او المساحة في الكوكب باحلال الممارسات المتعدية للقومية محل الممارسات الدولة في عالم تذوب الفواصل الحدودية بصورة متزايدة عالم سينظر اليه في اغلب الاحيان على انه شبكة من المدن العالمية[2] .



 ·  الحرية

· الثورية

[1] -الكسندر دوغين ،الجغرافيا السياسية لما بعد الحداثة ،ترجمة ابراهيم استنبولي المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات، قطر الطبعة الاولى حظيران يوليو 2022ص151.

[2] -محمد احمد السامرائي ،الشخصية الجغرافية عبقرية الانسان والمكان دار صفاء للنشر والتوزيع – عمان الطبعة الاولى 2022-1443 ص156



اطبع هذه الصفحة
الاستاذ الدكتور فراس عبد الجبار الربيعي

الاستاذ الدكتور فراس عبد الجبار الربيعي

يتم التشغيل بواسطة Blogger.