أخبار الإنترنت
recent

تحليل جغرافي سياسي للفواعل العنيفة من غير الدول (تنظيم داعش الارهابي في العراق انموذجا)




ملخص رسالة الطالب انمار نوري خفيف الموسومة تحليل جغرافي سياسي للفواعل العنيفة من غير الدول (تنظيم داعش الارهابي في العراق انموذجا)

الجامعة المستنصرية /كلية التربية الاساسية الاحد 5/2/2022

 لجنة المناقشة

الاستاذ الدكتور فراس عبد الجبار عبد الله رئيسا

استاذ مساعد دكتور اركان ريسان عباس عضوا

استاذ مساعد احلام احمد عيسى عضوا

اشراف الاستاذ المساعد الدكتور شيماء محمد جواد


المستخلص

شهدت منطقة الشرق الأوسط تنامياً ملحوظا في السنوات الماضية للفواعل العنيفة من غير الدول، نتيجة انتشار الصراعات المسلحة، وما نتج عنها من تراجع دور الدولة لا سيما بعد الثورات العربية التي ضربت المنطقة بعد عام 2011، فقد ازدادت العمليات الإرهابية لتنظيم (داعش) بشكل لا يمكن تجاهله، لا سيما في بعض الدول في الشرق الاوسط ولا سيما العراق، إذ بات تأثيرها يتجاوز العديد من القوى الإقليمية والدولية، ومن هذا المنطلق، تسعى الدراسة إلى التعرف على مفهوم الفواعل العنيفة من غير الدول وإبراز دور العوامل الجغرافية، الطبيعية والبشرية في ظهورهم، والتعرف على أهم العوامل الجغرافية المؤثرة على التوزيع المكاني لتنظيم (داعش) الإرهابي في العراق، والتعرف على اهم الاثار الجغرافية التي تسببت بها تنظيم (داعش) الإرهابي .

اعتمدت الدراسة على المنهج التاريخي بهدف معرفة احداث الماضي لموضوع الدراسة العلمية المعاصرة، ومنهج تحليل القوة لتحديد قوة الدولة وإمكاناتها وقدراتها، كذلك اعتمدت على عدد من المصادر الحديثة التي تناولت الإرهاب بصورة عامة من منظور الجغرافية السياسية.

تكونت الدراسة من خمسة فصول، تناول الفصل الأول الذي جاء بعنوان التأصيل النظري والمفاهيمي للدراسة في مبحثه الأول الاطار النظري للدراسة، اما مبحثه الثاني تطرق إلى الفواعل العنيفة من غير الدول لتوضيح مفهومها ومقوماتها واهم أسباب ظهورها وانماطها،  واثرها في سيادة وقوة الدولة، والسمات التي تتميز بها هذه الفواعل، متطرقاً لابرز الاستراتيجيات الرادعة لهذه الظاهرة.

أما الفصل الثاني فجاء بعنوان الجغرافية السياسية للعراق وأثرها في ظهور الفواعل العنيفة من غير الدول، تناول الفصل في المبحث الأول: المقومات الطبيعية للعراق وأثرها في ظهور الفواعل العنيفة من غير الدول، من الموقع الجغرافي والمساحة والشكل، والتضاريس والمناخ، في حين تناول المبحث الثاني المقومات البشرية للعراق وأثرها في ظهور الفواعل العنيفة من غير الدول، ومن أهمها التركيب الديموغرافي الانثوغرافي لسكان العراق، واثرها في ظهور وتنامي الفواعل العنيفة من غير الدول.

أما الفصل الثالث فكان بعنوان نشأة تنظيم (داعش) الإرهابي وظهوره كفاعل غير دولي عنيف تناول في المبحث الأول نشأة تنظيم (داعش) وأيديولوجيا تنظيم ( داعش ) الارهابي واصوله الفكرية، والهيكلية الإدارية لتنظيم (داعش) الإرهابي، والدعم والرعاية الإقليمية والدولية لتنظيم (داعش الإرهابي)، واههم موارده المالية، في حيت تطرق المبحث الثاني إلى ظهور تنظيم (داعش) كفاعل عنيف من غير الدول عابر للحدود، من تدفق المقاتلين العابرين للحدود إلى تنظيم (داعش) الإرهابي، وقدراته العسكرية، وخريطته التوسعية وآليات توظيفه .

أما الفصل الرابع فقد جاء بعنوان التحليل الجغرافي السياسي للتوزيع المكاني لتنظيم( داعش) الإرهابي في العراق، اختص المبحث الأول في دراسة أثر العوامل الجغرافية في التوزيع المكاني لتنظيم (داعش) الإرهابي في العراق، لا سيما في المحافظات التي وقعت تحت سيطرة تنظيم (داعش) وهي محافظة نينوى، وصلاح الدين، وكركوك، وديالى، والانبار، وشمال بابل، وحزام بغداد، وخصص المبحث الثاني للتوزيع المكاني لتنظيم (داعش) الإرهابي في العراق.

وأخيراً الفصل الخامس جاء بعنوان  العمليات العسكرية ضد تنظيم (داعش) الإرهابي  والاثار الناجمة عن الاحتلال والتحرير، تناول المبحث الأول  المسارات  العسكرية لتحرير العراق من تنظيم (داعش) الإرهابي، والمبحث الثاني الاثار الناجمة عن عمليات الاحتلال والتحرير، من الاثار الاقتصادية، الاضرار التي لحقت بالقطاعات الحكومية و التوزيع الجغرافي للعمليات الإرهابية لتنظيم (داعش)، ومخلفات داعش من المقابر الجماعية والاضرار التي لحقت بالمناطق الاثرية والاثار، الهجرة القسرية  والنزوح لسكان العراق بعد احداث حزيران 2014

توصلت الدراسة إلى إنّ الفواعل العنيفة من غير الدول هم الجماعات أو المنظمات التي تتمتع بالاستقلال، وتحقق أهدافها بالعنف والقوة، وظهروا في مختلف الدول وبدرجات متفاوتة يقومون بملأ الفراغات التي تركتها الدولة، ومن هذه الفواعل هي تنظيم (داعش) الإرهابي الذي ظهر فجأة من دون ابعاد تاريخية او تراكمية في نشأته، ساعده في ذلك الفراغ الأمني الكبير الناجم عن غزو واحتلال العراق وحل الجيش العراقي والاجهزة الامنية ، الامر الذي استغله التنظيم الارهابي لاحتلال أجزاء كبيرة من أراضي العراق، والذي أثر في انتشاره العوامل الجغرافية كالموقع الجغرافي، وساعدتهم طبوغرافية الأرض الصحراوية والوعرة في عملية المناورة والمخاتلة ، كذلك للعوامل السكانية دور كبير في تطور ظاهرة الفواعل العنيفة من غير الدول التي استغلها تنظيم (داعش)، كتعدد المذاهب والقوميات، فالتركيب الاثنوغرافي يعد من أكثر العوامل التي استثمرتها التنظيمات الإرهابية، لا يسما في المحافظات ذات التنوع السكاني مثل محافظة (بغداد, دیالی، كركوك, نينوى)، كذلك توصلت الدراسة إلى ان تنظيم (داعش) خلف اثار كارثية طالت  جميع المدن والمحافظات العراقية فكانت مجموع العمليات الإرهابية المسجلة للمدة  (2013-2018) بلغ (17013)، وهي ذروة نشاط (داعش)، و كان التركز المكاني للعمليات الإرهابية كان على اشده  في (الانبار، كركوك، نينوى، ديالى، صلاح الدين، بغداد، بابل) بمجموع عمليات إرهابية بلغت (2770، 1443، 2267، 2231، 2963، 4219، 722 )، وظهرت نقطة الارتكاز للعمليات الإرهابية لــ(داعش) في محافظة بغداد، والمناطق الشمالية والغربية، لكون هذه المناطق مركز الثقل السكاني والكثافة السكانية العالية، وكانت تحت سيطرة  (داعش) كالأنبار وصلاح الدين وكركوك، وايضاً بلغت الكلفة الكلية للأضرار التي لحقت بمختلف القطاعات من جراء الأعمال الإرهابية والعمليات العسكرية بسبب تنظيم داعش بلغت (75.306) تريليون دينار عراقي، وطال الخراب الذي اوقعته عصابات داعش سكان المحافظات السبعة الالاف من المساكن الخاصة التي تقدر تكلفتها بـ (18.745) مليار دولار، وبلغت اعداد النازحين (446755) عائلة، فكان لنزوح سكان المحافظات المأزومة خارج مناطق سكناهم وتركهم أعمالهم ومنازلهم آثارا سلبية انعكست على المجتمع النازح منها الارتفاع الكبير بمعدلات البطالة والزيادة في نسب الفقر حتى ان تأثير النزاع لم يقتصر على المحافظات السبع بل امتد ليشمل كل العراق من خلال الارتفاع الكبير بنسب الفقر اذ اكدت المصادر أن نسب الفقر في الدولة ارتفعت من (15.0%) قبل ازمة داعش ليصل الى (22,5 ٪) بعد الأزمة، كذلك ارتفاع في نسب البطالة.

أوصت الدراسة بضرورة القيام بحرب فكرية شاملة على فكر (داعش) الارهابي ومنابعه الفكرية، والعمل على تحسين الظروف والأوضاع المعيشية للدولة والمناطق الفقيرة بالقضاء على الفقر وتحسين الأوضاع المعيشية للإفراد للحيلولة دون انقيادهم واصطيادهم من قبل تلك الفواعل المتطرفة من غير الدول تحت ذريعة الفقر، وضرورة تجفيف حواضن وهواجن الفكر التكفيري المتطرف وتجريمه، وضرورة السيطرة على الطرق الإستراتيجية، وطرق النقل والتمويل التي يستخدمها (داعش) في التنقل بين العراق وسوريا، او بين المحافظات، من خلال نشر قوات كافية لتأمين تلك الطرق الحيوية ومراقبة جوية مستمرة، وتطهير الاجهزة والمؤسسات الامنية بشكل فوري وسريع ومحاسبة المقصرين.



اطبع هذه الصفحة
الاستاذ الدكتور فراس عبد الجبار الربيعي

الاستاذ الدكتور فراس عبد الجبار الربيعي

يتم التشغيل بواسطة Blogger.