نقمة الموقع انطبقت على أفغانستان قبل غيرها من الدول حيث موقعها الاستراتيجي وسط القوى العالمية والإقليمية الصاعدة جعل ذلك الموقع سبب في احتلالها من قبل الدول العظمى وجزء من استراتيجياتها المستقبلية لذلك تسعى هذه الدراسة على تحقيق مجموعة من الأهداف أهمها التعرف على موقع أفغانستان في الاستراتيجية الأمريكية في القرن الحالي (الواحد والعشرين) وبيان تلك الاستراتيجية بعد الانسحاب ودور الولايات المتحدة الأمريكية في مستقبلها (أفغانستان) في ضل الصراع الروسي الأمريكي على منطقة آسيا الوسطى (قلب العالم) وضرورة احتفاظ الولايات المتحدة بهذا الموقع الهام والجوهري بالنسبة لها قرب دول الإرث السوفيتي ومراقبة الدول الإقليمية الصاعدة (إيران –الصين) لذلك عملت على استخدام "الحرب الهجينة" بعد الانسحاب بإعادة نظام طالبان الى السلطة واستخدامه بإدارة الصراع في أفغانستان بالنيابة عنها محققاً بذلك أهدافها وغاياتها المستقبلية المتمثلة بعناصر رئيسية أهمها –محاربة القوى الإقليمية الصاعدة الصين من خلال ربط الإيغور الصينية بالتنظيمات المتطرفة في أفغانستان كالقاعدة وطالبان لانتمائهم الى عقيدة دينية واحدة للعمل على إثارة القلق الصيني اتجاه الأمن الداخلي للدولة كذلك قطع طريق الحرير الجديد مشروع القرن الذهبي الاقتصادي للصين. الذي يمر في أفغانستان.
ومنع دخول الاستثمارات الصينية خاصة
والأجنبية عامة من العمل في أفغانستان بعد اكتشاف هيئة المسح الجيولوجي العناصر
المعدنية النادرة في أفغانستان حيث أطلقت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي على
أفغانستان بعد عملية التنقيب مسمى (سعودية الليثيوم) العنصر اللازم لصناعة
البطاريات للأجهزة الإلكترونية.
ومن جهة أخرى غرس تلك التنظيمات الإرهابية
في خاصرة إيران المختلفة معهم عقائدياً ومع الولايات المتحدة سياسياً لذلك توصلت
الدراسة أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تتخلى عن أفغانستان في استراتيجياتها القادمة
كونها تمتلك المؤهلات التي تطمح اليها حيث أوصلها هذا الموقع الى المياه الدافئة
والخليج العربي الغني في ثرواته لذلك تمكنت أمريكا من احتلال العراق بسهولة بعد
احتلال أفغانستان على أثر أحداث 11 أيلول 2001 في عام 2003 أي بعد عامين من
احتلالها أفغانستان.
حيث كانت على اطلاع ودراية كاملة
من خلال بيان النظريات الجيوبولتيكية لأهمية هذا الموقع ، لذلك أن الانسحاب من هذا
الموقع لا يعني تركه والاستغناء عنه بل هو تكتيك استراتيجي أكثر نفعاً وفائدة
للولايات المتحدة حيث تقلل من هدر الميزانية العسكرية للدولة وقلة الخسائر في
المادية والمعنوية للجنود والتخلص من التذمر الذي بدأ ينتاب الشارع الأمريكي لكثرة
الحروب التي خاضها في الفترات الماضية وتحقيق مصالح أكثر بخسائر أقل خلال الفترة
الحالية باستخدامها أساليب حديثة للحرب كالحرب بالوكالة وغيرها.
اطبع هذه الصفحة