اعداد الخطط البحثية في
الجغرافية السياسية وفروعها
ا.د فراس عبد الجبار الربيعي الباحثة شيلان محمود محمد
لقد بدأت الجغرافية السياسية رحلتها كتخصص
عام 1897م على يد فردريك راتزل وهي المادة الام لبقية التخصصات الثلاثة وتنبع
فلسفتها من تباين العوامل الجغرافية بين الدول من الناحية الطبيعية والبشرية ومحور
دراستها هو الدولة وبذلك تكون الجغرافية السياسية ذات بعدين طبيعي وبشري يكمل
احدهما الاخر لقياس وزن الدولة الجيوسياسي.
اما
الجيوبلتيك وهو الفرع الثاني من فروع الجغرافية السياسية فقد بني على نظرية المجال الحيوي للعالم الالماني فرديريك راتزل
التي تنص على ان (الدولة كائن حي يجب ان ينمو ويتوسع)ويرى كيلين ان الجيوبلتيك هو
المجال التطبيقي للجغرافية السياسية [1]
وهو يمثل مصالح الدولة القومية وسياستها الخارجية وسلوكها مع الدول الاخرى و
فلسفته امتداد لفلسفة الجغرافية السياسية لكن من منظور قومي والتي تبع من انه (لاتوجد دولة ذات مقومات
جغرافية مثالية متكاملة)ويحاول الجيوبلتيك سد الهفوات الجغرافية الموجودة في كيان الدولة ،وهنا ستختلف حاجات كل دولة كما
يقول هانز فيجرت (ليس هناك شي يمكن جمع ملامحه كعلم عام للجيوبولتيكا تستطيع كل
منظمات الدولة الالتزام به ولكن هناك العديدة من اشكال الجيوبولتيكا في ظل ظروف
جغرافية معينة فهناك الجيوبلتيك الالماني والفرنسي والامريكي والانكليزي)[2]
وبالتالي تقع على عاتق الجيوبلتيكي تحديد المصالح القومية العليا للدولة مثل
التوسع بالمساحة او مصادر الطاقة او الوصول الى البحار العالمية الخ التي يمكن
تسميتها عوامل الجذب الجيوبلتيكي .
اما في الفرعين الاخرين وهما جغرافية الانتخابات والايكلوجيا
السياسية فاصبح التخصص واضحا بدون لبس فجغرافية الانتخابات التي ظهرت سنة 1913 على
يد سيجفريد تركز على فعالية بشرية بحتة وهي الانتخابات وتسعى من خلال الدراسة الى أيجاد خرائط جغرافية لنتائج
الانتخابات لغرض أظهار التباين الجغرافي و الأقليمي لتلك النتائج وتحديد مراكز الثقل الانتخابي واثر العوامل
الجغرافية في سلوك الناخبين أي انها تميل نحو الجانب البشري وتحليل المنظومة المجتمعية
كونه العنصر الاكثر تاثيرا في تباين الخريطة
الانتخابية اكثر من الجانب الطبيعي الذي يكون دوره ضعيفا ان لم يكن معدوم.
ونفس الكلام ينطبق على
الايكلوجيا السياسية التي تتخصص بالبحث في العلاقة بين البيئة وعناصرها ومشكلاتها
من جهة والجغرافية السياسية من جهة ثانية وقد عرفها بيرس بلايكي سنة 1980 (على
انها العلم الذي يدرس العلاقة بين السياسة و الاقتصاد و العوامل الاجتماعية و
قضايا البيئة و تغيراتها )وهي تختلف عن دراسات البيئة في كونها تدرس البيئة في
قالب جيوسياسي مثل التلوث او الاحتباس الحراري او ادارة البيئة وهذه المواضيع
غالبا ماتكون مشتركة بين عدة
علوم مثل جغرافية البيئة والمناخ والادارة والاقتصاد وكليات الزراعة والخ وبالتالي
فان الباحث يجب ان يركز اولا على توضيح العلاقة بين العنصر المدروس وابعاده
الجيوسياسية وهذه العلاقة هي التي ستمكنه
لاحقا من استخلاص النتائج
ان ادراك ماهية كل فرع من
الفروع وفلسفته تسهل على الباحث وضع خطة بحثية دقيقة دون الوقوع في الخلط وكالاتي
:
1-الجغرافية السياسية /دراسة
المقومات الطبيعية والبشرية لمنطقة الدراسة .
2-الجبوبولتيك /عوامل الجذب
الجيوبلتيكي(انتقاء العناصر ذات العلاقة بالموضوع بدقة)
3-جغرافية الانتخابات/العوامل
البشرية وتحليل المنظومة المجتمعية
4-الايكلوجيا السياسية /البعد الجيوسياسي للظاهرة المدروسة .
[1] - مبادئ الجيوبتليك ،نوار محمد ربيع الخيري
،الطبعة الأولى ،أفكار للدراسات والنشر ،بغداد ،2014،ص26.
[2] -الجغرافية السياسية في مائة
عام التطور الجيوبلتيكي العالمي كلاوس دودز ،ديفيد اتكنسون،الجزء الاولترجمة عاطف
معتمد وعزت ريان ريان المركز القومي للترجمة القاهرة،2010 ص26