الاستاذ الدكتور فراس عبد الجبار الربيعي
ان تحرك روسيا تجاه اوكرانيا اثار العديد من التساؤلات والتكهنات فهناك من يرى في التحرك الروسي مغامرة خاسرة وهناك من يرى ان الحرب العالمية الثالثة قد بدات وان العالم على شفا حفرة من النار وهكذا تتوالى وجهات النظر وسط تقدم روسي بطئ نوعا في اوكرانيا ولكنه سينتهي بما تريد روسيا بسبب عدم تكافؤ القوة وتباطؤا حلفاء اوكرانيا في التدخل المباشر او المساعدات وبذلك يبدوا الصراع محسوما للروس سلفا وخصوصا ان روسيا متمثلة ببوتين قد اعدت العدة منذ سنوات طويلة لعمل لايبدوا الاول لروسيا في القرن الحالي فقد بدات روسيا بعمل ممنهج تمثل في التدخل الروسي في جورجيا سنة 2008 وشبه جزيرة القرم عام 2014 وفي سوريا سنة 2015 والذي ادى الى زيادة عدد قواعدها واخيرا.
وهذه التحركات الروسية
بالمجمل ستخلق العديد من الصعوبات بالنسبة لتركيا والتي تتمثل بـ
1-ان تركيا ستغدوا بين فكي الكماشة الروسية في سوريا
واوكرانيا
2-خصوصا انه من
المتوقع ان يمضي الدب الروسي باتجاه مولدافيا البلد الصغير المحادي لاوكرانيا
والذين يدين قسم من العسكر فيه لروسيا فان روسيا ستسيطر وبشكل كبير على الاجزاء على ساحل البحر الاسود الشمالي والغربي المقابل
لتركيا وستواجه ضغطا روسيا في شمال سوريا في حال اتخاذ اي موقف سلبي تجاه روسيا .
3-ان جهود تركيا في اقامة شراكة تقنية مع اوكرانيا لغرض
الاستفادة من الارث السوفيتي في مجال صناعة التوربينات ومحركات الديزل ستواجه
صعوبة كبيرة في ظل تزايد النفوذ الروسي في اوكرانيا .
4-تمتلك
تركيا تبعا لاتفاقية مونترو سنة 1936 حق السيطرة على حركة الملاحة عبر مضيقي
البسفور والدردنيل وتفرض قيودا على حركة السفن الحربية وهذه القيود تختلف بالنسبة
للدول المتشاطئة على البحر الاسود والتي يسمح لها بمرور سفنها وقت السلم بعكس
الدول غير المتشاطئة والتي تفرض عليها قيود تتعلق بالإشراف على حمولتها وتحديد مدة
إقامتها وهذا مايعني احراج اكبر لتركيا اذ ان فتح المضايق امام الروس يعتبر تهديدا
للامن القومي التركي واحراجا كبيرا امام حلف الناتو اما اغلاقها فانه يعرض
العلاقات الروسية التركية لازمة كبيرة تُهدد سلسلة العلاقات الاستراتيجية
والاقتصادية والصفقات الدفاعية المُبرمة بين الجانبين.