الاستاذ الدكتور فراس عبد الجبار الربيعي كلية التربية للعلوم الانسانية
/جامعة ديالى
تم طرح مصطلح الشتاء النووي لاول مرة عام 1983 من قبل ريتشارد ب توركو
الذي صاغ نموذج حاسوبي احادي البعد لذرات الشفق النووي اكد فيه ان الكميات الهائلة
من السناج ( وهو عبارة عن جسيمات الكاربون التي تنتج عن الاحتراق الجزئي
للهيدروكاربونات تبقى معلقة في الهواء وله تاثيرات مسرطنة )فضلا عن الدخان ستبقى في
الهواء لفترات طويلة او ربما لاعوام وقد تم تعريف الشتاء النووي عام 1987 في تقرير
لجنة بروتلاند(مستقبلنا المشترك) على انه انخفاض في درجات الحرارة سيعقب الحرب
الذرية ويمكن ان يدمر انظمة البيئة الحيوانية والنباتية . فيما عرفته الاسكوا على
انه برودة مناخية واسعة الانتشار تنتج عن الآثر المحتمل للحرب النووية على ظروف
جوية مثل تلك التي تحدّ من مقدار ضوء الشمس الذي يصل إلى سطح الأرض، ومع تصاعد حدة
الازمة الروسية الاوكرانية وماقد يترتب عليها من استخدام اسلحة نووية تكتيكية او
توسع للصراع نتيجة للتدخلات الخارجية فان الشتاء النووي يعود ليخيم على العالم من
جديد ليرسم صورة قاتمة لمستقبل الارض كونه سينسف كل جهود حماية البيئة منذ مؤتمر
استوكهولم عام 1972 الى يومنا هذا فالشتاء النووي يعني تدمير او تغيير الحياة
النباتية والحيوانية بشكل كامل او بمعنى اخر تدمير الانظمة البايولوجية على سطح
الارض وسيؤدي الى نقص كبير بالمواد الغذائية بفعل عدم استجابة بعض المحاصيل
الزراعية لانخفاض درجات الحرارة حيث من المتوقع ان تنخفض مواسم الزراعة الى بنسبة
90 %مما يؤدي الى حدوث مجاعات كبيرة فضلا عن تدمير طبقة الاوزون بفعل انبعاثات
اكاسيد النتروجين المتولدة من كرة النار واخيرا فان حدوث امر مروع مثل الشتاء
النووي سيؤدي الى تغيير خارطة العالم السياسية والاقتصادية
.
اطبع هذه الصفحة
